الثلاثاء، 21 أبريل 2009

إلى أين؟!...


إلى أين؟!...

سار بذلك الليل الدامس في طريق طويل...حاملاً تلك الحقيبة الرياضية التي ملأها بأشياء لا يتذكر معظمها...وبانحناءة ظهره النحيل سار،تابع سيره وهو يكاد لا يلتفت إلى الوراء...يكاد حتى لا ينظر يمنة ولا يسرة وكأنه يسير داخل فراغ أو داخل حلم أو وهم شاعراً كأنه معلق ما بين السماء والأرض...


حتى أنه لم يداري خروجه...ولم يتسلل بخفة،فقط سار...كان من المفترض أن تلتمع عيناه بالدموع،كان من المفترض أن ينبض قلبه بشدة وترتعش يداه...كان من المفترض أن ينسى شيئاً ما في طريقه للخروج...لكنه كان كمن تعود الفرار،كمن تعود الرحيل...خرج من ذلك المنزل الذي عاش فيه سنيناً أكثر من نصف عمره...منزل تقاسمه هو وجاره الذي يسكن بالطابق الأسفل...كانوا كعائلة واحدة...أمه...وأخوته...ووالده...والجار وابنه الذي كان أخاً بالنسبة إليه...والآخرون...


لم يحصل ما يدعوا للخروج...لم تحدث مشكلة بينه وبين أحد...لا شيء يدعو للرحيل...
سوى أنه سئم...سئم الشعور بكل شيء ولا شيء...سئم أن يعتاد على طعمٍ واحدٍ للحياة...بالرغم من أنه ليس طعماً سيئاً...ولكنه سئم!...
كان الشعور بالسأم هو من أورث جسده هذا البرود...هو ما دعاه لحمل المهم واللا مهم في آن...والفرار فقط...من لا شيء...


كانت عيناه ناعستان ذابلتان كمن يسير على الهواء...لم يودع أحداً...فهو "ماهر"،ماهرٌ في كل شيء إلا الوداع...لطالما تحاشاه حتى في المجالس يتسلل بهدوء دون أن يودع...لكن حضوره كحضور نجم له ميزته الفريدة...و وداعه يكاد لا يذكر...سوى أنه يخرج فحسب...


لطالما كان يسير مفعماً بالحيوية...لطالما كان يجري وراء شيء ما...حلم ما...دائماً...ولكنه اليوم يسير إلى المجهول...إلى حيث اللا شيء وأي شيء سوى ما تركه خلفه...حتى أحلامه باتت تحاول اللحاق به متأخرة خلف ظله...لأنها الوفية...لأنها من لازمته طوال سنون عمره العشرون...


تعثرت خطوات سيره ليدرك أنه بات أمام محطة القطار...سار نازلاً الدرجات واقفاً أمام شباك التذاكر صامتاً دون أي إيماءات...أخذ التذكرة وسار...حتى دون ابتسامة...
لا يزال كما هو كما كان في بداية هذا الليل الدامس...كمن يسير في حلم كمن يسير في سبات...رغم الزحام،رغم كل الأصوات العالية رغم التدافع البسيط عند باب القطار...إلا أنه ظل كرجل الجليد...سار جلس...أشاح بنظره نحو الزجاج،زجاج النافذة الصغيرة ليحاول الانزواء بعيداً عمن يشاركه المقعد...ذلك الرجل العجوز والسيجارة...تزحزح القطار بعد مدة...أصوات العجلات...صوت بكاء الطفل الرضيع...وانحناءة المضيفة الرقيقة...كل شيء بالنسبة له بات لا شيء...


إنه حتى لا يفكر...هو فقط يسير مبتعداً...هذه عادته يرحل...تاركاً فراغ لا شيء...ويختفي وكأنه أوقف الزمان!...


سار القطار لساعات...نام الرجل العجوز وهدأ القطار...ما عدا أصوات العجلات...لا زال ماهر صامتاً نظر بعينيه الذابلتين ببرود ومن منظر الصمت الذي فاق صمته ابتسم...
رفع حقيبته أخرج قطعة شوكولا لم يتوقع أن يجدها فعاد وابتسم!...


اقتربت تلك المضيفة تحمل قدح الشاي وبعضاً من القهوة...فأومئ ليعبر عن رغبته بتناول كوباً من القهوة،سألته:"سكر؟!...".


ظل صامتاً وكأنه لم يسمعها...فابتسمت ابتسامتها الرقيقة المصطنعة تلك...:"أتريد قطعة سكر؟!...".
فابتسم وتنهد قائلاً:"قطعة سكر!!...نعم من فضلك!...".


كان كمن يبتسم استهزاءً كمن يتعجب من قطعة السكر التي تحاول أن تخفف من مرارة القهوة،أذاب السكر كطفل سارحاً في دوامات القهوة مبتسماً ارتشف كوبه وتنهد مستنشقاً الهواء...وعندما عادت ثانية لتحمل منه الكوب سألها ببرود...بهدوء...بعفوية:"آنستي!...إلى أين يتجه القطار؟!".


تلعثمت...صدمت...توترت...ألا يعرف!؟...وقبل أن تجيب أجاب هو:"لا بأس...فلا تهمني وجهة القطار...اتركيني مع إثارة المجهول...اتركيني متشوقاً إلى الغد بجنون...بغباء مطلق دون أن يكون لدي أدنى فكرة عما سيكون عليه الغد!!...".


ابتسم...فابتسمت هي ذاهبة ولقد ظنت أنه يمازحها...ولم تفهم أنه كان جاداً...كان قاصداً لكل تلك الحروف...فهو لا يعلم شيئاً كل ما أراده هو الرحيل والرحيل وحسب...وقطع الحبال...حبالاً لا أظن أنها ستقطع يوماً!!...

كذباتي البيضاء!!...


كذباتي البيضاء!!...



ولكم كذبتُ على الورقِ...
وسطَّرتُ بحرف القلم...
"أحبك"!!...
***
ولكم تغنيت بالشعرِ...
وحرَّفتُ بالكَلِم...
عن "حبك"...
***
ولكم...ولكم...
كتبتُ ما لم يكن...

وكأنني هكذا أبرئ ضميري...
الموَّشى بالجُرُم!!...
وألغي عن لساني...
تهمة الصمتِ...
وأقوِّلهُ ما لم يقُل!!...

***
"أحبك"!!...
يا لها من كلمةٍ احترفت الموت...
على أبوابِ شفاهي...
قتلها القلم!!...

***

ما ذا أقول؟!...
غير الذي لم أقل!!...

ماذا أقول؟!...
عن القلق!!...
في جوفي المضطرب...

ماذا أقول؟!...
عن عقدتي...
من جعلت الحرف ينتحب!!...

***


"أحبكَ"؟!...
أسألها...
ما حالها في طيَّاتي...


أسألها...
عن أخبارُها في زماني...

أسألها...
ما ذنبها؟!...
إن خانها غيركَ...

ما ذنبها؟!...
إن بُرمِجت في عقلي...
كذب!!...

ما ذنبها؟!...
إن عانقت بالأمس...
شيطاناً محترف...


ما ذنبها؟!...
إن دنسها تماثيلُ وزرٍ...
ولبسها الذئابُ...
كفٌ حريريٌ...
مارس العُهر مستتر!!...
***
لا تلمني...
إن لم أقل ما لم يُقل!!...

لا تلمني...
إن شاركتُ في قتلها...
بالعتم!!...

فقد تعلمتُ قتلها...
خشيةَ الجراح...
على قلبٍ أحب...

فلقد قتلتها...
لأني خشيتُ الكذب!!...

***

ماذا تقولُ عني أنا؟!...
إنني سجينةُ الغرق...

ماذا تقولُ عني!!...
حين الارتعاش
وبرودةُ العَرق!!...

ماذا تقول!!...
حينما العِرقُ فيني...
مزّقهُ القلق!!...
وزارني ماردٌ...
ورَّث الأرق!!...

***

لا تشك بالصدق...
لا تلم زلزلة النطق المرتعد!!...
والصمت الذي تفشّى في هذا الجسد...
لا تلم ذاك السكون الأسود...
إنهم حُرّاس التُقى فيني...
من ذئاب الذهب...
إنهم من خاطوا الأبيض من لحافي...
إنهم من غطُّوا عُرى القلبِ...
أن يفُتضح...

***

صعبةٌ على منطقي الكلمات...
صعبٌ عليّ الحديث المنطلق...

فمُنقذي حين الشعور...
وحده...
هو القلم!!...

ومُنقذي حين الحنين...
وحده ...
هو القلم!!...

أُعذرني...
إنني أخشى من الإحساس
أن أختنق!!...
وأرضُ الأمان التي أعرفها...
لم تكن...
سوى الورق...
سوى الصفحات البيضاء...
سوى الحُلم!!...

إنني أفشلُ البشر شعوراً...
إنني شاعرةٌ على الورق!!...


على صفحاتِ الماءِ...
التي تمحي الأثر ...
على السحب...
المسافرة بالأفق...
على ضياء النجومِ...
يخفيها الصبح المنبثق...

أخاف أن أبقي
ما يفيد المُرتزق...
أخاف أن...
أتهم بالعشقِ...
حين أعشقك!!...

***

هي تلك لوعاتي...
هي تلك احتضاراتي...
هي تلك كلماتي...

بالصمت...
لا بالصوت...
بالقلب...
لا بالبوح...
بالحبر المنهدرِ...
على سفوحِ اللوح...

***

فأعذرني...
يا من عشقت صوتي...
ولم تسمع سوى الصمت...
بكل يوم حبٍ...
قتلتُهُ وحدي...
بكفيّ...
بضحكي...
بتنهيداتي...
بخوفي...
في أضعف لحظاتي...
حين خانني جنوني...
وأنكرتني فصاحتي...
وخذلتني...
وحين تلبستني عُقدي...

***

أعذرني!!...
فكل ما أكتبهُ هراء!!...
وكل ما أرسمهُ بكاء...
وكل ما كان...
لم يكن...
لم أنتمي بعدُ...
للسُعداء...
للشعراء...
ولوني الأزرق!!...
ليس سماء!!...
ليس هواء...

***

أعذرني!!...
فـ"أحبك"!!...
كلمةٌ صافحتها معك...
التقيتها من جديدٍ معك...
لم آمنها بعدُ...
لم آوها إلى حضني بعد...
ولم أسمح لها بأن تضمي...
لم أتعلم بعدُ...
أن أحبها مني...
خوفاً عليك...

***



فماضي "أحبكَ" فيني...
قتلٌ أسود...
وجراحُ لؤم...
وخبثٌ أحمر...
ونفاقُ شؤم...
ورُعاتها عندي...
أباطرةُ لوم!!...
***
منك...
أسمعها صافيةً...
كهدير الماء...
تقيةً...
طاهرةً كالعذراء...
منك...
أسمعها كلمة نبلاء...
ووعدَ أنبياء!!...

منك...
تبدو رائعة!!!...
ومني...
عزاء!!...
أخشى عليكَ من العزاء...
والدموعِ يا حبيبي...
والبكاء...
وعيناكَ...حرامٌ فيها بكاء...

***

لن أبعث مكاتيبي إليك!!...
لن أُجبركَ أن تكونَ من القُراء...
فالعُقَدُ وحدها من تلدُ شُعراء!!...

ولا تستغرب...
كيف وفجأة!!...
يتحول البسطاء...
معقدون باحتراف!!...
و"مجانين"!!...

أتعلم...
أن الجنون فيني منبِعَهُ كبرياء!!...
إنني أقسى...
أجن...
كي لا أأن ...
من نزيف الأحشاء!!...

***

أتُحبني؟!...
وتبحثُ في الغربةِ عن احتواء!!...
غريبٌ أنت يا حُبِّي...
ألم تصلكَ عني الأنباء؟!...

وأنني لستُ أُشبهُ النساء!!...
وإنني قد أنكرتني حواء!!...

قد تكونُ هذه لعنتي
منذُ الابتداء...
قد يكون هذا
مصدرُ الداء!!...






ُقلبت عندي
أبجدية الإحساس...
فباتت ألفي...
ياء!!...
ما لكَ عندي
عزاء!!...

أتحبني؟!...
حتى وإن بقيتُ بالحبِّ خرساء؟!!...












يوم الميلاد...
(1)
أليست السماء رائعة اليوم حبيبي؟
وتلك النجوم النائمة على أجفان الغيوم...
والقمر باستدارته وبياضه يخاطبني
ويقول لي كل سنة وأنتي وردة في شجرة الميلاد...
مرت سنة الآن يا حبيبي...
وأنا وأنت أحلى عشاق..
***
تُرى ماذا خبأت لي من أمنيات!؟...
وهل كتبت لي لحناً وشدوت أغنيات؟؟...
أتراك غلفت لي هدية غير هدايا الناس...
ودموعا من ألألماس...
هدية لم يأتي بها سانتا يوما...
ولم تحظى بها الأميرات...
وباقة من أحلى الوردات...!!!...
***
غريبٌ هذا الليل محبوبي...
فبرغم البرد أراني دافئة بسكون...
وللحظة هادنني الجنون....
وسكنني إحساس حنون...
وأنا اشعر أنني كنت أعيش سنة من أحلى السنون...
بالرغم من أنها تركت فيني آثار أعاصيرها...وغدرها...
ونار بركانها المحموم...
***
وبالرغم من كل آثار التصدع فيني...والألم المكبوت...
وبالرغم من أنني اقترفت اكبر الجرائم...
واجتزت الحدود...
وبالرغم من أنني كنت سبباً بالحرب الكبرى...
وانهيار السدود...
والطوفان الذي اجتاح البحر الأحمر...
حين أخبرته بحبي لك وتلك الورود...
وبالرغم من أن رجال قبليتي قد رفعوا بنادقهم...
ينتظرون أن يشتعل البارود...
لأصبح أنا طي النسيان...
وبالرغم من أنني أصبحت في عداد الموتى الآن...
حتى لو لم انتحر ولم تبلعني الشطآن...
وأنا اعلم بداخلي أنني لست كأي إنسان...
وبأنني املك بدل الروح مائتان...
أهديتها لي يوم نصبك الرحمن سلطان...
وأعطاك ما لم يعطيه لبشرٍ في الأزمان...
***
إلا أنني بكل مساءاتها ضحكت...
حتى دمعت أحداقي...

وبكل مساءاتها اشتقت...
حتى أصبح الشوق أنفاسي...

وبكل ليل فيها سهرت...
لأجلك يا ملاكي...

وعانقت تصاويرك على حائطي...

ورسمتك في كل لوحاتي...
فأصبحت فنانة مشهورة بك...
***
وبكل مساءاتها سرحت...
وذبت كالـسكر في فنجان هذياني...
وانفصامي...
ودواماتي...
وفي بحر حنيني الأزلي...

وفي صباح تلك الأيام
كنت زنبقة...
ترويها أنت من نهر الحنانِ...
وتدللها...وتسقيها أروع إحساس...
وتقبلها آلاف القبلات...
لتتفتح ويتعلق عبيرها بكل ذرات الهواء المتطاير...
فتسافر في كل الأرجاء...
***

بتلك السنة أصبحت أنت كياني...

والشمس التي تشرق لتضيء نهاري...

واستغربت مني دفاتري وأقلامي...

لأني كتبت وكتبت...

ولونت وخططت...

وحذفت حروفا وعدلت...

لأكتب قصيدة لك يا إدماني...
***
لأنك بتلك السنة طوقتني...
أسرتني...

علمتني من الفنون ألوانِ...
وجلنا معاً أرجاء هذه الأرض بثواني...

وأصبحنا أسرع مسافرين عبر الزمن...
و اكتشفنا ما لم يكتشفه ماجلان...
وما لم يعرفه منذ القدم عالم و إنسان...

اكتشفنا أن الأرض تتقلص تحت أقدام العشاق...
اكتشفنا أن الأرض من دموعنا تزدهر...

حتى أننا نمنا يوماً على سطح القمر...
وفي اليوم الآخر فوق السحب...
وفعلنا كل ما لا تصدقه عقول البشر...
***
بتلك السنة علمتني أن أعشقك ولا أسأل ولا أكترث...
همست لي أن الحب إبداع والجنون يفجر كل ما سكن...
وملكتني لأصبح روحك...وأنت روحي للأبد...
وبت فيك اسعد نساء الأكوان...
***
وأنني في تلك السنة كنت غيري...
أميرة حسناء رغم اللذين اعترضوا...
وبت بلقيس وأنشأت سبأ أخرى...
رغم المؤرخين اللذين غضبوا...
وحطمت وحدي جدار برلين...
لأمحو الحدود بينك وبيني...
وغزوت الأقمار بمراكب من سحب...
وسافرت إليك مراراً على ظهر البراق...
ووقفت كما فيروز على أعلى قمم صور و بيروت...
وغنيت أغنية حبي لك...
ورددتها أنت بعدي...
فبت أوفر النساء حظا في التاريخ...

(2)
كنت كل سنة احتار...
اكتب قائمة من الأمنيات والأفكار...
وأعود أمزقها واكتب أخرى حتى انهار...
وفي نهاية المطاف اكتشف أنني لم أقرر ولم اختار...

بل احترت واحترت واحترت...

وسكبت الحبر انهار...

واكتشف أنني لم اعلق ولا نجمة...
ولم أشعل ولا شمعة...
ولم اهدأ وأنام...
***
لكنك في سنتي هذه اختصرت علي عناء الاختيار...
ووفرت حبري وأرحت القلم...

لكنك في هذه السنة قلصت أمنياتي...فلم احتار...
لأنك بت وحدك حلمي والآمال...
وبت أجمل وأصعب الأقدار...
فعشقتك أكثر من أيام السنة...
وأكثر من عدد الأسرار...

وسميت سنة الميلاد هذه باسمك...

لا بل ابتدأت فيك الميلاد وأنهيته...
وأشعلت شموعي لأجلك...
وعلقت بالسماء أستار...

أستارا تحمل ألحان...
وكلماتٍ من حبي باتت شموساً وأقمار...
ونجوما صنعتها اليوم من ضوء حبك...
***
أتعلم يا حبيبي...
إنني في كل يوم مضى من سنة حبك...
وأنا اجمع كلمات وكلمات...
واكتبها بدمي الذي يقطر باسمك شلالات...
وأنا أشعل الشمعات...
أتعلم أنني كنت اجمع لك أشكالا من الزهرات...
غريبات...
من مدن الإنس وحدائق الجان...
ومن أعماق البحيرات...
***
أتعلم أنني أخرجت ما في قلب الخلجان...
لأجمع اغرب الأشياء...
وأجمل الأشياء...
وأغلفها لك هدية في الميلاد...
***
أتعلم يا حبيبي...
أنني لن البس الأحمر هذه السنة...
لا...ولن اختار الأبيض لونا للاحتفال...
سأختار الأزرق كما لو كنت في جنتك...
وفي مدينة حبك...
حيث الثياب زرقاء...
والسماء بيضاء...
والناس كلهم ضياء...
والأنهار من الشهد...لا من الماء...
***
أتعلم يا حبيبي...
أنني سأجعل من السماء مرقص...
وادعوا كل مجرات الكون للاحتفال...
وسأدعو ملائكة الرحمن...

ولن اقبل من الورد عذراً...
لا...ولن اقبل من القمر نكران...

***
أنني الآن عاشقة...
وما أحلى مساء العشاق...
بت الآن حالمة محترفة...
وآه كم تحلو بالحلم الأيام...
تصبح الشمس خضراء...
والنجوم وردية كالقبلات...
ويحمل الجسد رايات الثورات...
ويعلن العصيان على الثياب السوداء...
ويعانق المطر...
ليغازله ضوء القمر...
آه يا حبيبي ما أروع مساء العشاق...
***


وهذا الميلاد يا حبيبي...
في عمري أحلى ميلاد...
وهذا الميلاد...سيغدو ألف ميلاد...

لأننا سنعيش معا...
حتى يصبح الحب أسطورة...
وينضج بالغد..
.ولن يصبح مجرد ذكريات...
وأقوالا مأثورة...
سيتأصل كشجرة صنوبر في ليلة ميلاد...

***
وكل سنة سنعلق على شجرة حبنا نجمة...
أو ملائكة صغارا أو ورودا حمراء...ودمية...
أو دموعاً من فرح أبكانا ذات مساء...
ونحن نتعانق تحت ضوء القمر...

وكل سنة سنعلق على شجرة حبنا أمنيات...
وأياما نتقاسمها نحن الاثنان معا...
وحفلات ليست كالحفلات...
لأن النجوم سترافقنا والأقمار ستقود الخطوات...
وألحانا...ستنزل من السماء...كالمطر...
زخات...زخات...
متناغمة اللحن...
***
وستضيء السماء من القمر ضياءات...
زرقاء وبيضاء...ومن كل الألوان...
ضياءات مختلفات....

آه يا حبي...كم ستمضي علينا سنون الميلاد....
كم ستكون رائعات...

ونحن معا...
حتما ستكون أحلى السنوات...
وسيعبق منها رحيقا...كالياسمين كالفل...

وسيتعلم القلب أن ينبض نغمات...
وتولد الروح فيه كلما قلنا أحلى الكلمات...

وسنكون نحن روح الميلاد...
وسنمجد الإله حينها آلاف المرات...
وسنصلي كي نبقى معاً...
كي نكبر معاً...
كي نزين شجرة حبنا كل عام...

أليس الميلاد رائعاً حبيبي؟!...
عندما تكون أنت الميلاد!...

الاثنين، 2 مارس 2009

قلبي...وعصفوري!!...



"قلبي...وعصفوري"...

يا لك من قلبٍ يا قلبي...
فجأة بت جنةً بصبح سرمديّ...
أذاك حفيف شجرٍ...
أم توهمي؟!...
وتلك ضجة شلال...
وجريانُ أنهرِ؟!...
أتلك زهورٌ بلونٍ قرمزيّ؟!...
وتلك سهولٌ خضراءُ...
وأخرى كليلٍ كحليّ؟!...
***
يا لك من قلبٍ يا قلبي!!...
فجأة نسيت الظلام...
وبعت كآبتي...
سكنتك الأفراح...
وبتّ كالمرقصِ!!...

غناءٌ...لحنٌ فارسيّ...
موسيقى...وجوٌ مخمليّ...
وتلك الشموس!!...
أبت قلب الأنجمِ؟!...
أو كوناً جديداً بين أضلعي؟!...
***
يا لك من قلبٍ يا قلبي!!...
من الذي أحال الكهف...
كهفي...لجنةٍ...
ونهر الدموع!!...
نهراً زهريّاً ليس كالأنهرِ...

هدوء!!...
أكاد أعرف الساحر الخفيّ...
صوتٌ كغناء البلبل يصدر من مهجتي!!...
ضوءٌ من الألحان يسكن مقلتيّ...
من تراه ذاك الساحر الخفيّ؟!...

عصفور؟!!..
عصفورٌ يسكن قلبي وجنتي...
يرتوي من نهرٍ...
يحتار بين أنهري...
يزرع مرجاناً...
وزهراً ليس كأي زهرٍ حقيقيّ...
أحجاراً من الياقوتِ...
من الألماس كالأنجمِ...
كدموعٍ بليلٍ مظلمٍ...
وقمرٍ رومانسيّ...
يجتث حشائش الأحزان...
في أزقة قلبي...
ويزرع أفراحي...
كأطواق الياسمين
يعلقها حول عنقي...
وقطرات الندى فيها...
ليست سوى قبلاً من مدللي...
***
يا لك من قلبٍ يا قلبي!!...
عصفوري بات يرقص فرحاً...
عصفوري ملاكٌ بين أضلعي...
أنا ولا ينام ليحرسني...
وذاك القلب الذي بات سريراً...
وعش حبٍ لعصفوري...
لحبيبي...
لساحري الخفيّ...
***
يا عصفوري!!...
أسوى قلبي قد يرضيك وتنتمي؟!...
أسوى قلبي قد تريد ومهجتي؟!...

قل لي كيف أرضيك يا عصفوري...
يا مؤنسي...يا منسيني وحدتي؟!...

زهور أحلامٍ تلك تكفيك؟!...
أيشبعك شهد وجنتيّ؟!...
وينابيع أحاسيسي وعشقي الأبديّ...
أترويكَ؟!...أم تشتهي من مدمعي؟!...

وجدائلي أتسليكَ يا سيدي؟!...
أتنسيك الهم...
أتجعلك تغفى مرتاحاً فوق أضلعي؟!...

يا أحلى عصافير الفردوس...يا قدري...
أخبرني ما ينقصك الآن...
بين انحناءات أضلعي!!...
وظلال الهوى لك في جنتي؟!...
وعلى سلال العشق التي تتدلى من مهجتي؟!...
عناقيدُ فاقت بحلاها عناقيد الشامِ...
وتوتٌ من شفتيّ ينبت لك وحدك سيدي...
وقطراتُ عسلٍ حلوٍ فوق أهدابي وجفنيّ...
ورموشٌ باتت هي أسوار حديقتك في قلبي...
***
أأكفيك وحدي؟!...
صديقةً وفيةً...
اخترتك وحدك خلِّي ...
وحبيبةً سمراء تتجمل لك قمري...
وجنةً خضراء تتفتح لك وحدك عصفوري...
وأماً أحمل لك بقلبي حنيّة الكون...مدللي...

أأكفيك وحدي؟!؟...
باعدت بيني وبين الحزن أميالاً...
كما بين المشرقين تضيع الأزمنِ...

حتى أحلامي الخرقاء محوتها...
وبت وحدك مرادي ومأملي...
علمتني العشق شعراً...
وغازلتني كما وردةً إليك تميل وترتوي...
أأكفيك وحدي عصفوري؟!...
أخبرني كم تشتاق لي بالليالي...
ردد كلماتك على مسمعي...
أخبرني كم تحبني...
لتنبت وردةً أخرى من الفرح في جنتي...

دللني لتتورد وجنتي...
وينبض ألحاناً قلبي...
أخبرني كم تعشق عيناي...
كي يلمع سعادةً مدمعي...
وتصبح أقماراً مقلتيّ...

هل يدفيك قلبي المتقد محبوبي؟!...
أيؤويك بحنانٍ صدري...
أتكفيك ثماري؟!...
أتضيء دنياك شموعي؟!...
وتظلك انحناءات أضلعي؟!...
***
أتعلم أنني بت كثيراً استلقي...
أغمض عيناي لتطربني باللحنِ...
لأسمع صوتك في خلجات قلبي...
وأنت تتراقص بين زهري...
أو تشدو فَرِحاً لأذني...
وتسمعني أحلى غزلِ...

أتعلم أنني بت كثيراً أكتوي...
من لهيب شوقي إليك...
يذيبني البعد عنك...
يحرقني...
بالرغم من أنك تسكن أضلعي...

أجنون امرأةٍ ذا الذي يسكنني سيدي؟!...
أم نارُ غيرةٍ عمياء فيني باتت تصطلي؟!...
أم تراهُ حبٌ فوق الحبِّ لا ينتهي...
لأنني لا أريد أن أكتفي منك...
حقاً لا أريد أن أكتفي...

لكن جل الذي أتمناه أن تسعد سيدي...
وأن لا يكون غير قلبي لك موطناً...
وحضني ملاذاً وسريراً مخملي...

وجل الذي أخشاه منك أن تكتفي...
مني ومن عشقي المجنون لك يوماً...
وترضى بغيري يا ساحري الخفيّ...

أغفى بين جنبيّ اليوم وغداً...
ألعب بخصل شعري الحريريّ...
أصنع منه شالاً يحميك برداً...
أو غطاءً من ضوء الشمس الذهبيّ...

ارتوي من ينابيع الحب فيني...
أفعل ما شئت لن أعترض...
أنقشني كما وشماً على يمناك...
أو تعويذة سحرٍ فرعونيّ...
علقني قلادةً على صدرك الحنون...
لن أعترض...

قبلني ملايين القبل لن احترق...
لكنني سأذوب كما حلوى بين شفتيك...
والقبل...
خذ من شفتيّ الشهد...
وارتوي من مدمعي...حناناً...
للأبد...
صدقني لن أعترض...
ما دمت لي وحدي تنتمي...
***
يا له من قلبٍ قلبي...
بات يتخيلك عصفوراً...
بات يراك مزماراً...
يسمع منك ألحاناً...
ويعانقك ضياءً...

بت يا عصفوري بالنسبة لي...
يوم مولدي...
ويوم النهاية...
بت روحاً...
وهواءً...
أحتليتني...

أتعلم ما يفرحني الآن حبيبي؟!...
أني منك تعلمت الحياة...
وعرفت الأحاسيس...
وأحببت الغد...
أتعلم ما يفرحني الآن عصفوري؟!...
أنك لا تزال في جنتي تلعب...
تسكنها...ولي أنا تضحك...
ولي وحدي من جنان الكون تنتمي ولا تعتب...
***
عدني وعد الحر عصفوري...
عدني يوم هجرة طيور الهوى...
ويوم الرحيل إلى جنان أخرى...
أنت ستعارض الرحيل عني...
ولقلبي أنا دوماً ستهاجر...
ولن تهجرني بالغد القادم...
ولن تتركني وحدي...
وستبقى تسكن أضلعي...

أرح لي قلبي من فضلك عصفوري...
لا تجعلني أكتب لك احتياجي أشعار...
على صفحات الماء وسطح القمر...
وعلى بسمات النهار...
وحبي قصائد من دمٍ بلا عنوان...
معلقةً على أستار الليل والسحب أسرار...
لا تجعلني أنحني...
فأنا بك بت ملكةً...
الشمس لي تنحني...
والورد أصيب من الخجل باحمرار...
وضياء القمر حين يلامسني...ينكسر...
ويعود أدراجه منخذل...
فضياءٌ فيّّ...
من حبك بات وحده ضيائي...
وبت لا أحتاج للشموس والأقمار والأنجمِ...

عدني الآن محبوبي...
عدني الآن عصفوري...
أقسم بحبنا الأعظم...
أقسم برحمة الإله ...
أنك لن تهجرني للأبدِ!!...



























الثلاثاء، 10 فبراير 2009

إلى من أهداني الفرح كطوق ياسمين!!...




إلى من أهداني الفرح كطوق ياسمين!!...


إليك يا من أهديتني الفرح كطوق ياسمين...
إليك يا من نفيت بعقلي معتقدات الخائفين...
إليك يا من زرعت بقلبي وردةً لا سهماً لعين...
وسروراً لازم القلب رغم الحزن الدفين...

***

غيرت قناعةً كانت تقول أن الأزرق لون الحلم
والسماء سوداء من بدء العالمين...
وأن الإحساس سحرٌ أسود
صنعته ساحرةٌ شمطاء في قصرٍ لعين...
وأن المستقبل كذبةٌ
اخترعتها عقول الحمقى والجاهلين...

***

علمتني أن السماء قد تكون زهرية
وقد تكون بيضاء بعيون الناظرين...
وأن الجنون ليس مجرد إحساس
بل هو شخصٌ جميل...
وأن الحياة روايةً
ألفتها قلوب العاشقين...
وأن المستحيل كلمةٌ
ابتكرها قومٌ متخلفين...
وأن الأمان
طيرٌ من طيور الفردوس
سكن برجاً من مرجان وحجرٍ كريم...

***

علمتني أن أكون قبطاناً لسفينةٍ بيضاء
وأن لا أخشى الموج المهين...
وأجوب الدنا بروحي
ولا أخشى أن أتوه في دروب الضائعين...

***

جعلتني أؤمن أنني فعلاً
من قوم المجانين المميزين...
أقنعتني أنني جميلة
بالرغم مما فيَّ من عيبٍ مبين...
أنسيتني أنني مسافرة
والرحلة قد تطول يوماً أو ملايين...

***

جعلتني أشعر أنني أميرة
والكل حولي خدمٌ وزائرين...
أو أنني شمسٌ
والجمع حولي نجومٌ و أقمار وكواكب سائحين...

***

أهديتني الفرح طوقاً من ورود الياسمين...
وأنا أخذت الورد ولم أهديك لا ندىً
ولا كلمةً ككلام العاشقين...
ولا شكراً جزيلاً
ولا ابتسامة عرفان وجميل...
فعذراً لك يا سيدي!...
فأنت لقد صادفت مجنونة ليست ككل المجانين!!...

الجمعة، 9 يناير 2009

تاء التأنيث!!...


تاء التأنيث...


تاء التأنيث في بلادي العربية...

تاءٌ ملعونةٌ...

فيروسيةٌ...

تنشر الوباء...

***

تاء التأنيث...

انتقلت في الهواء...

لتصيب الفحولة بالأنوثة...

وتقلص عدد الرجال...

***

لتاء التأنيث في بلادي العربية...

قاموسها الخاص من الألف إلى الياء...

فالتاء تعني...

تابعية...

عبودية...

غرائزية...

وشهوانية حيوان...

***

تاء التأنيث...

ليس في مضمونها انسان...

تاء التأنيث...

مسحورةٌ...

منكوبةٌ...

منحوسة....

أصاب نحسها كل ما فيه تاء...

فبكت غزة...تائها...وبكت الحياة...

ونادت رجال الأرض...ونادت الفرسان...

والشهداء...وضمائر الانسان...

فعقدت من أجلها تضامناً...شوارب الشبان...

والشيلان على اكتاف الفتيان...

وعقدت من أجلها...مجالس التعاون...

وحقوق الانسان...

***

لكن التاء عادت لتنشر الوباء...

لتصيب وجاهة الوجهاء...

ويصبح على جبين حكامنا...حرف تاء!!!...

وتبكي غزة...

لكن قاموس التاء يقول...أن الرجال يغارون على النساء...

والأنثى ليست من الشهداء...

وحين تبكي النساء...

يطلبن شهامةً من الرجال...

لكن الشهامة مصابةً عندنا بذات الداء...

***

فرؤساؤنا أطال الله بعمرهم...

وملوكنا حفظهم الله...

احبوا حرف التاء...

حتى تطبعت فيهم صفةٌ من أشهر صفات النساء...

فاقدموا على القول...

بدل الفعل...وعقدوا المجالس لشرب الشاي...

ونسوا أن هنالك انثى تستغيث...

لأن الذي يستجيب رجلٌ...وهم باتوا نساء...

تحاوروا تناقشوا...

فكروا و قرروا...

واكملوا شرب الشاي!!...

والدم هناك يسيل...ويزيد الحصار...

وتخاصموا وتشاوروا...

وتبادلوا الاتهام...

وغزة تبكي دماءً في أرضها انهار...

وحينما قرر المنفعل قرار...

ووجه اصابع الاتهام...

التي اشارت بكل اصرار...

لتاء التانيث سبباً للعدوان...

لأنها نشرت ذاك الوباء كسهام!!...

واصابت كل الرجال...بانفصام...

ورفعت الجلسة...وسجنت التاء...

وما زالت غزة تبكي...ويعلو النداء...

***

لكن ماذا عساه يقال!!!...

فأنا أيضاً مصابةً بذات الداء...

انني انثى!!...لا اتحدث فصوتي عورة...

ولا احمل السلاح...لأنني من النساء!!!...

وإن متي يا أختي غزة...

سألبس لأجلك عباءة سوداء...

وسأفتح بيتي للعزاء...

فهذا ما تفعله النساء...

وكل من في بلادي نساء!!...


شعر:الجوهرة منور...(حلم الحرية)...

أختاه...هذه حروفٌ من دماء!!!...






أختاه هذه حروفٌ من دماء!!...

أختاه إننا شعبٌ نقدس الأم...ونلبي ما تشاء...
إننا شعبٌ نحترم الأم نقدم لها الولاء...

فاعذري رجالنا إن هم صمتوا...
واعذريهم إن هم ذُلوا...
واعذريهم إن تركوكِ بالدماء!!...

فأمنا العظمى لم تعطي لنا رايةً خضراء...
فأمنا العظمى قصت شوارب رجالنا السوداء...

فأمنا تراكِ من العاصين...
من النازيين...
من الخطوط الحمراء...
* * *
أختاه!!...
إننا شعبٌ غسلنا بنفطنا الكبرياء...
إننا شعبٌ نسينا معنى الأخوة والإباء!...

فاعذري رجالنا فقد قالوا...
واعذري حكامنا فقد برروا...
بالاستنكار فعلتهم النكراء!!...
* * *
أختاه...
إننا دول الضعفاء...
إننا التابعيون إننا الجهلاء...
إننا من ضيعوا الشرف...
ودنسوا بالعار طهارة العذراء...
* * *
أختاه...
إننا نحترم ما قال كبارنا...
إننا نستمع لحكامنا...
إننا نجري خلف أمرائنا...
فاعذريهم...إن باتت آذانهم صماء...

واعذريهم...لأنهم أطفالٌ...
لا يغسلون أدرانهم...
لا يطعمون أبدانهم...
لا يفهمون إلا ما قالته أمنا البيضاء!!...
* * *
أختاه...
إنني مثلكِ من النساء...
إننا مشتركون بالعاطفةِ العمياء...
إنني من يستمع حين يعلو من القلوبِ نداء...
إنني من يعد الدموع حين يكثر البكاء...
صدقيني!!...إنني بالليل أعتكف...لأرفع صلواتي للسماء...
* * *
أختاه...
نحن بالشرق...رجالنا لنا رداء!!...
فلا تعجبي إن بانت سوءاتنا...وعرَّانا الرداء...
فلا تعجبي من بردٍ جمد فينا الدماء...
فلا تعجبي من زيرٍ هتك عرضنا...ومزق الأحشاء!!...
* * *
فلا تعجبي إن بتنا ثكالى...
نبكي رحماً يسكنها الهواء...
فلا تعجبي لما يجري لكي الآن...
فقد قالت أمنا العظمى...
أن بجوفكِ شياطينٌ لعناء...
وأنكي عاشرتي ملائكة السماء...

وهذا محرمٌ في دستورنا...
وهذا ممنوعٌ في ديننا...
فنحن ممسوحٌ من قاموسنا الشهداء...

وقد قالت أمنا العظمى...
أنكي من الزناة...
ولا بد أن ترجمي حتى الوفاة!!...
* * *
ونحن بالأمس كنا شعبٌ ديمقراطيّ...
ورشحنا من بات علينا والياً...
وقد بات فينا حاكماً...
ومتحدثاً باسمنا...لكنه تابعيّ!!...

واكتشفنا أننا حمقى...
انطلت علينا خدعة الشيوعيّ...
وعدنا لعصر الجهل...
فحتى لو كانت أمنا ملعونةً...
سفاحةً...
مجرمةً...
قاتلة...
نحن شعبٌ نلبي لأمنا ما تشاء...
ومن قال غير ما قالت تلك الحسناء...
فقد صار عاقاً...
فاجراً...
فاسداً...
* * *
لكننا والله لن نرضى على ذُلكِ يا أختاه...
فلا زال فينا رجالاً عليكي غيارى...
ولا زال فينا من لأجلكِ تمادى...
وعارض الأم...وأبنائها العقلاء!!...
وما زال فينا من لدموعكِ دمه فداء...
وما زال فيني من بكى حتى صار نحيبه نداء...

صحَّى الضمائر يا أختاه!!...
و صحَّى الثورة فينا يا حبيبتي...
وبدأتها ها هنا بحروف قصيدتي...
وتبعني ألوفٌ من مدينتي...
وملايينٌ من الشهداء!!...
وأبناءٌ للأم باتوا من العاقين...
لكنهم لم يرضوا بذلكِ...
لم يعرضوا عن صوتكِ...
لم يغمضوا أعينهم عن أشلائكِ...
ولم يغلقوا آذانهم كي يتجاهلوا بكائكِ...
ولم يشعلوا التكييف كي لا يلمسوا لهيب ناركِ...
بل هم احترقوا من أجلكِ شموعاً من كبرياء...
* * *
أختاه...
لو بات الشيب في رؤوس رجالنا خرفٌ...
ولو باتت خطوط الزمن فيهم ضعفٌ...
فشبابنا...
وطيشنا...
وأعمارنا التي لا تحتسب...من أعمارهم...
أهديناها لكي كما بالود يتهادى الأحباء...
* * *
فيا أخواننا العقلاء عذراً...
ويا أمنا البيضاء عذراً...
إن جباهنا سمراء!!...



بقلم:الجوهرة منور...
(حلم الحرية)...