الثلاثاء، 21 أبريل 2009

كذباتي البيضاء!!...


كذباتي البيضاء!!...



ولكم كذبتُ على الورقِ...
وسطَّرتُ بحرف القلم...
"أحبك"!!...
***
ولكم تغنيت بالشعرِ...
وحرَّفتُ بالكَلِم...
عن "حبك"...
***
ولكم...ولكم...
كتبتُ ما لم يكن...

وكأنني هكذا أبرئ ضميري...
الموَّشى بالجُرُم!!...
وألغي عن لساني...
تهمة الصمتِ...
وأقوِّلهُ ما لم يقُل!!...

***
"أحبك"!!...
يا لها من كلمةٍ احترفت الموت...
على أبوابِ شفاهي...
قتلها القلم!!...

***

ما ذا أقول؟!...
غير الذي لم أقل!!...

ماذا أقول؟!...
عن القلق!!...
في جوفي المضطرب...

ماذا أقول؟!...
عن عقدتي...
من جعلت الحرف ينتحب!!...

***


"أحبكَ"؟!...
أسألها...
ما حالها في طيَّاتي...


أسألها...
عن أخبارُها في زماني...

أسألها...
ما ذنبها؟!...
إن خانها غيركَ...

ما ذنبها؟!...
إن بُرمِجت في عقلي...
كذب!!...

ما ذنبها؟!...
إن عانقت بالأمس...
شيطاناً محترف...


ما ذنبها؟!...
إن دنسها تماثيلُ وزرٍ...
ولبسها الذئابُ...
كفٌ حريريٌ...
مارس العُهر مستتر!!...
***
لا تلمني...
إن لم أقل ما لم يُقل!!...

لا تلمني...
إن شاركتُ في قتلها...
بالعتم!!...

فقد تعلمتُ قتلها...
خشيةَ الجراح...
على قلبٍ أحب...

فلقد قتلتها...
لأني خشيتُ الكذب!!...

***

ماذا تقولُ عني أنا؟!...
إنني سجينةُ الغرق...

ماذا تقولُ عني!!...
حين الارتعاش
وبرودةُ العَرق!!...

ماذا تقول!!...
حينما العِرقُ فيني...
مزّقهُ القلق!!...
وزارني ماردٌ...
ورَّث الأرق!!...

***

لا تشك بالصدق...
لا تلم زلزلة النطق المرتعد!!...
والصمت الذي تفشّى في هذا الجسد...
لا تلم ذاك السكون الأسود...
إنهم حُرّاس التُقى فيني...
من ذئاب الذهب...
إنهم من خاطوا الأبيض من لحافي...
إنهم من غطُّوا عُرى القلبِ...
أن يفُتضح...

***

صعبةٌ على منطقي الكلمات...
صعبٌ عليّ الحديث المنطلق...

فمُنقذي حين الشعور...
وحده...
هو القلم!!...

ومُنقذي حين الحنين...
وحده ...
هو القلم!!...

أُعذرني...
إنني أخشى من الإحساس
أن أختنق!!...
وأرضُ الأمان التي أعرفها...
لم تكن...
سوى الورق...
سوى الصفحات البيضاء...
سوى الحُلم!!...

إنني أفشلُ البشر شعوراً...
إنني شاعرةٌ على الورق!!...


على صفحاتِ الماءِ...
التي تمحي الأثر ...
على السحب...
المسافرة بالأفق...
على ضياء النجومِ...
يخفيها الصبح المنبثق...

أخاف أن أبقي
ما يفيد المُرتزق...
أخاف أن...
أتهم بالعشقِ...
حين أعشقك!!...

***

هي تلك لوعاتي...
هي تلك احتضاراتي...
هي تلك كلماتي...

بالصمت...
لا بالصوت...
بالقلب...
لا بالبوح...
بالحبر المنهدرِ...
على سفوحِ اللوح...

***

فأعذرني...
يا من عشقت صوتي...
ولم تسمع سوى الصمت...
بكل يوم حبٍ...
قتلتُهُ وحدي...
بكفيّ...
بضحكي...
بتنهيداتي...
بخوفي...
في أضعف لحظاتي...
حين خانني جنوني...
وأنكرتني فصاحتي...
وخذلتني...
وحين تلبستني عُقدي...

***

أعذرني!!...
فكل ما أكتبهُ هراء!!...
وكل ما أرسمهُ بكاء...
وكل ما كان...
لم يكن...
لم أنتمي بعدُ...
للسُعداء...
للشعراء...
ولوني الأزرق!!...
ليس سماء!!...
ليس هواء...

***

أعذرني!!...
فـ"أحبك"!!...
كلمةٌ صافحتها معك...
التقيتها من جديدٍ معك...
لم آمنها بعدُ...
لم آوها إلى حضني بعد...
ولم أسمح لها بأن تضمي...
لم أتعلم بعدُ...
أن أحبها مني...
خوفاً عليك...

***



فماضي "أحبكَ" فيني...
قتلٌ أسود...
وجراحُ لؤم...
وخبثٌ أحمر...
ونفاقُ شؤم...
ورُعاتها عندي...
أباطرةُ لوم!!...
***
منك...
أسمعها صافيةً...
كهدير الماء...
تقيةً...
طاهرةً كالعذراء...
منك...
أسمعها كلمة نبلاء...
ووعدَ أنبياء!!...

منك...
تبدو رائعة!!!...
ومني...
عزاء!!...
أخشى عليكَ من العزاء...
والدموعِ يا حبيبي...
والبكاء...
وعيناكَ...حرامٌ فيها بكاء...

***

لن أبعث مكاتيبي إليك!!...
لن أُجبركَ أن تكونَ من القُراء...
فالعُقَدُ وحدها من تلدُ شُعراء!!...

ولا تستغرب...
كيف وفجأة!!...
يتحول البسطاء...
معقدون باحتراف!!...
و"مجانين"!!...

أتعلم...
أن الجنون فيني منبِعَهُ كبرياء!!...
إنني أقسى...
أجن...
كي لا أأن ...
من نزيف الأحشاء!!...

***

أتُحبني؟!...
وتبحثُ في الغربةِ عن احتواء!!...
غريبٌ أنت يا حُبِّي...
ألم تصلكَ عني الأنباء؟!...

وأنني لستُ أُشبهُ النساء!!...
وإنني قد أنكرتني حواء!!...

قد تكونُ هذه لعنتي
منذُ الابتداء...
قد يكون هذا
مصدرُ الداء!!...






ُقلبت عندي
أبجدية الإحساس...
فباتت ألفي...
ياء!!...
ما لكَ عندي
عزاء!!...

أتحبني؟!...
حتى وإن بقيتُ بالحبِّ خرساء؟!!...










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق