الثلاثاء، 21 أبريل 2009

إلى أين؟!...


إلى أين؟!...

سار بذلك الليل الدامس في طريق طويل...حاملاً تلك الحقيبة الرياضية التي ملأها بأشياء لا يتذكر معظمها...وبانحناءة ظهره النحيل سار،تابع سيره وهو يكاد لا يلتفت إلى الوراء...يكاد حتى لا ينظر يمنة ولا يسرة وكأنه يسير داخل فراغ أو داخل حلم أو وهم شاعراً كأنه معلق ما بين السماء والأرض...


حتى أنه لم يداري خروجه...ولم يتسلل بخفة،فقط سار...كان من المفترض أن تلتمع عيناه بالدموع،كان من المفترض أن ينبض قلبه بشدة وترتعش يداه...كان من المفترض أن ينسى شيئاً ما في طريقه للخروج...لكنه كان كمن تعود الفرار،كمن تعود الرحيل...خرج من ذلك المنزل الذي عاش فيه سنيناً أكثر من نصف عمره...منزل تقاسمه هو وجاره الذي يسكن بالطابق الأسفل...كانوا كعائلة واحدة...أمه...وأخوته...ووالده...والجار وابنه الذي كان أخاً بالنسبة إليه...والآخرون...


لم يحصل ما يدعوا للخروج...لم تحدث مشكلة بينه وبين أحد...لا شيء يدعو للرحيل...
سوى أنه سئم...سئم الشعور بكل شيء ولا شيء...سئم أن يعتاد على طعمٍ واحدٍ للحياة...بالرغم من أنه ليس طعماً سيئاً...ولكنه سئم!...
كان الشعور بالسأم هو من أورث جسده هذا البرود...هو ما دعاه لحمل المهم واللا مهم في آن...والفرار فقط...من لا شيء...


كانت عيناه ناعستان ذابلتان كمن يسير على الهواء...لم يودع أحداً...فهو "ماهر"،ماهرٌ في كل شيء إلا الوداع...لطالما تحاشاه حتى في المجالس يتسلل بهدوء دون أن يودع...لكن حضوره كحضور نجم له ميزته الفريدة...و وداعه يكاد لا يذكر...سوى أنه يخرج فحسب...


لطالما كان يسير مفعماً بالحيوية...لطالما كان يجري وراء شيء ما...حلم ما...دائماً...ولكنه اليوم يسير إلى المجهول...إلى حيث اللا شيء وأي شيء سوى ما تركه خلفه...حتى أحلامه باتت تحاول اللحاق به متأخرة خلف ظله...لأنها الوفية...لأنها من لازمته طوال سنون عمره العشرون...


تعثرت خطوات سيره ليدرك أنه بات أمام محطة القطار...سار نازلاً الدرجات واقفاً أمام شباك التذاكر صامتاً دون أي إيماءات...أخذ التذكرة وسار...حتى دون ابتسامة...
لا يزال كما هو كما كان في بداية هذا الليل الدامس...كمن يسير في حلم كمن يسير في سبات...رغم الزحام،رغم كل الأصوات العالية رغم التدافع البسيط عند باب القطار...إلا أنه ظل كرجل الجليد...سار جلس...أشاح بنظره نحو الزجاج،زجاج النافذة الصغيرة ليحاول الانزواء بعيداً عمن يشاركه المقعد...ذلك الرجل العجوز والسيجارة...تزحزح القطار بعد مدة...أصوات العجلات...صوت بكاء الطفل الرضيع...وانحناءة المضيفة الرقيقة...كل شيء بالنسبة له بات لا شيء...


إنه حتى لا يفكر...هو فقط يسير مبتعداً...هذه عادته يرحل...تاركاً فراغ لا شيء...ويختفي وكأنه أوقف الزمان!...


سار القطار لساعات...نام الرجل العجوز وهدأ القطار...ما عدا أصوات العجلات...لا زال ماهر صامتاً نظر بعينيه الذابلتين ببرود ومن منظر الصمت الذي فاق صمته ابتسم...
رفع حقيبته أخرج قطعة شوكولا لم يتوقع أن يجدها فعاد وابتسم!...


اقتربت تلك المضيفة تحمل قدح الشاي وبعضاً من القهوة...فأومئ ليعبر عن رغبته بتناول كوباً من القهوة،سألته:"سكر؟!...".


ظل صامتاً وكأنه لم يسمعها...فابتسمت ابتسامتها الرقيقة المصطنعة تلك...:"أتريد قطعة سكر؟!...".
فابتسم وتنهد قائلاً:"قطعة سكر!!...نعم من فضلك!...".


كان كمن يبتسم استهزاءً كمن يتعجب من قطعة السكر التي تحاول أن تخفف من مرارة القهوة،أذاب السكر كطفل سارحاً في دوامات القهوة مبتسماً ارتشف كوبه وتنهد مستنشقاً الهواء...وعندما عادت ثانية لتحمل منه الكوب سألها ببرود...بهدوء...بعفوية:"آنستي!...إلى أين يتجه القطار؟!".


تلعثمت...صدمت...توترت...ألا يعرف!؟...وقبل أن تجيب أجاب هو:"لا بأس...فلا تهمني وجهة القطار...اتركيني مع إثارة المجهول...اتركيني متشوقاً إلى الغد بجنون...بغباء مطلق دون أن يكون لدي أدنى فكرة عما سيكون عليه الغد!!...".


ابتسم...فابتسمت هي ذاهبة ولقد ظنت أنه يمازحها...ولم تفهم أنه كان جاداً...كان قاصداً لكل تلك الحروف...فهو لا يعلم شيئاً كل ما أراده هو الرحيل والرحيل وحسب...وقطع الحبال...حبالاً لا أظن أنها ستقطع يوماً!!...

كذباتي البيضاء!!...


كذباتي البيضاء!!...



ولكم كذبتُ على الورقِ...
وسطَّرتُ بحرف القلم...
"أحبك"!!...
***
ولكم تغنيت بالشعرِ...
وحرَّفتُ بالكَلِم...
عن "حبك"...
***
ولكم...ولكم...
كتبتُ ما لم يكن...

وكأنني هكذا أبرئ ضميري...
الموَّشى بالجُرُم!!...
وألغي عن لساني...
تهمة الصمتِ...
وأقوِّلهُ ما لم يقُل!!...

***
"أحبك"!!...
يا لها من كلمةٍ احترفت الموت...
على أبوابِ شفاهي...
قتلها القلم!!...

***

ما ذا أقول؟!...
غير الذي لم أقل!!...

ماذا أقول؟!...
عن القلق!!...
في جوفي المضطرب...

ماذا أقول؟!...
عن عقدتي...
من جعلت الحرف ينتحب!!...

***


"أحبكَ"؟!...
أسألها...
ما حالها في طيَّاتي...


أسألها...
عن أخبارُها في زماني...

أسألها...
ما ذنبها؟!...
إن خانها غيركَ...

ما ذنبها؟!...
إن بُرمِجت في عقلي...
كذب!!...

ما ذنبها؟!...
إن عانقت بالأمس...
شيطاناً محترف...


ما ذنبها؟!...
إن دنسها تماثيلُ وزرٍ...
ولبسها الذئابُ...
كفٌ حريريٌ...
مارس العُهر مستتر!!...
***
لا تلمني...
إن لم أقل ما لم يُقل!!...

لا تلمني...
إن شاركتُ في قتلها...
بالعتم!!...

فقد تعلمتُ قتلها...
خشيةَ الجراح...
على قلبٍ أحب...

فلقد قتلتها...
لأني خشيتُ الكذب!!...

***

ماذا تقولُ عني أنا؟!...
إنني سجينةُ الغرق...

ماذا تقولُ عني!!...
حين الارتعاش
وبرودةُ العَرق!!...

ماذا تقول!!...
حينما العِرقُ فيني...
مزّقهُ القلق!!...
وزارني ماردٌ...
ورَّث الأرق!!...

***

لا تشك بالصدق...
لا تلم زلزلة النطق المرتعد!!...
والصمت الذي تفشّى في هذا الجسد...
لا تلم ذاك السكون الأسود...
إنهم حُرّاس التُقى فيني...
من ذئاب الذهب...
إنهم من خاطوا الأبيض من لحافي...
إنهم من غطُّوا عُرى القلبِ...
أن يفُتضح...

***

صعبةٌ على منطقي الكلمات...
صعبٌ عليّ الحديث المنطلق...

فمُنقذي حين الشعور...
وحده...
هو القلم!!...

ومُنقذي حين الحنين...
وحده ...
هو القلم!!...

أُعذرني...
إنني أخشى من الإحساس
أن أختنق!!...
وأرضُ الأمان التي أعرفها...
لم تكن...
سوى الورق...
سوى الصفحات البيضاء...
سوى الحُلم!!...

إنني أفشلُ البشر شعوراً...
إنني شاعرةٌ على الورق!!...


على صفحاتِ الماءِ...
التي تمحي الأثر ...
على السحب...
المسافرة بالأفق...
على ضياء النجومِ...
يخفيها الصبح المنبثق...

أخاف أن أبقي
ما يفيد المُرتزق...
أخاف أن...
أتهم بالعشقِ...
حين أعشقك!!...

***

هي تلك لوعاتي...
هي تلك احتضاراتي...
هي تلك كلماتي...

بالصمت...
لا بالصوت...
بالقلب...
لا بالبوح...
بالحبر المنهدرِ...
على سفوحِ اللوح...

***

فأعذرني...
يا من عشقت صوتي...
ولم تسمع سوى الصمت...
بكل يوم حبٍ...
قتلتُهُ وحدي...
بكفيّ...
بضحكي...
بتنهيداتي...
بخوفي...
في أضعف لحظاتي...
حين خانني جنوني...
وأنكرتني فصاحتي...
وخذلتني...
وحين تلبستني عُقدي...

***

أعذرني!!...
فكل ما أكتبهُ هراء!!...
وكل ما أرسمهُ بكاء...
وكل ما كان...
لم يكن...
لم أنتمي بعدُ...
للسُعداء...
للشعراء...
ولوني الأزرق!!...
ليس سماء!!...
ليس هواء...

***

أعذرني!!...
فـ"أحبك"!!...
كلمةٌ صافحتها معك...
التقيتها من جديدٍ معك...
لم آمنها بعدُ...
لم آوها إلى حضني بعد...
ولم أسمح لها بأن تضمي...
لم أتعلم بعدُ...
أن أحبها مني...
خوفاً عليك...

***



فماضي "أحبكَ" فيني...
قتلٌ أسود...
وجراحُ لؤم...
وخبثٌ أحمر...
ونفاقُ شؤم...
ورُعاتها عندي...
أباطرةُ لوم!!...
***
منك...
أسمعها صافيةً...
كهدير الماء...
تقيةً...
طاهرةً كالعذراء...
منك...
أسمعها كلمة نبلاء...
ووعدَ أنبياء!!...

منك...
تبدو رائعة!!!...
ومني...
عزاء!!...
أخشى عليكَ من العزاء...
والدموعِ يا حبيبي...
والبكاء...
وعيناكَ...حرامٌ فيها بكاء...

***

لن أبعث مكاتيبي إليك!!...
لن أُجبركَ أن تكونَ من القُراء...
فالعُقَدُ وحدها من تلدُ شُعراء!!...

ولا تستغرب...
كيف وفجأة!!...
يتحول البسطاء...
معقدون باحتراف!!...
و"مجانين"!!...

أتعلم...
أن الجنون فيني منبِعَهُ كبرياء!!...
إنني أقسى...
أجن...
كي لا أأن ...
من نزيف الأحشاء!!...

***

أتُحبني؟!...
وتبحثُ في الغربةِ عن احتواء!!...
غريبٌ أنت يا حُبِّي...
ألم تصلكَ عني الأنباء؟!...

وأنني لستُ أُشبهُ النساء!!...
وإنني قد أنكرتني حواء!!...

قد تكونُ هذه لعنتي
منذُ الابتداء...
قد يكون هذا
مصدرُ الداء!!...






ُقلبت عندي
أبجدية الإحساس...
فباتت ألفي...
ياء!!...
ما لكَ عندي
عزاء!!...

أتحبني؟!...
حتى وإن بقيتُ بالحبِّ خرساء؟!!...












يوم الميلاد...
(1)
أليست السماء رائعة اليوم حبيبي؟
وتلك النجوم النائمة على أجفان الغيوم...
والقمر باستدارته وبياضه يخاطبني
ويقول لي كل سنة وأنتي وردة في شجرة الميلاد...
مرت سنة الآن يا حبيبي...
وأنا وأنت أحلى عشاق..
***
تُرى ماذا خبأت لي من أمنيات!؟...
وهل كتبت لي لحناً وشدوت أغنيات؟؟...
أتراك غلفت لي هدية غير هدايا الناس...
ودموعا من ألألماس...
هدية لم يأتي بها سانتا يوما...
ولم تحظى بها الأميرات...
وباقة من أحلى الوردات...!!!...
***
غريبٌ هذا الليل محبوبي...
فبرغم البرد أراني دافئة بسكون...
وللحظة هادنني الجنون....
وسكنني إحساس حنون...
وأنا اشعر أنني كنت أعيش سنة من أحلى السنون...
بالرغم من أنها تركت فيني آثار أعاصيرها...وغدرها...
ونار بركانها المحموم...
***
وبالرغم من كل آثار التصدع فيني...والألم المكبوت...
وبالرغم من أنني اقترفت اكبر الجرائم...
واجتزت الحدود...
وبالرغم من أنني كنت سبباً بالحرب الكبرى...
وانهيار السدود...
والطوفان الذي اجتاح البحر الأحمر...
حين أخبرته بحبي لك وتلك الورود...
وبالرغم من أن رجال قبليتي قد رفعوا بنادقهم...
ينتظرون أن يشتعل البارود...
لأصبح أنا طي النسيان...
وبالرغم من أنني أصبحت في عداد الموتى الآن...
حتى لو لم انتحر ولم تبلعني الشطآن...
وأنا اعلم بداخلي أنني لست كأي إنسان...
وبأنني املك بدل الروح مائتان...
أهديتها لي يوم نصبك الرحمن سلطان...
وأعطاك ما لم يعطيه لبشرٍ في الأزمان...
***
إلا أنني بكل مساءاتها ضحكت...
حتى دمعت أحداقي...

وبكل مساءاتها اشتقت...
حتى أصبح الشوق أنفاسي...

وبكل ليل فيها سهرت...
لأجلك يا ملاكي...

وعانقت تصاويرك على حائطي...

ورسمتك في كل لوحاتي...
فأصبحت فنانة مشهورة بك...
***
وبكل مساءاتها سرحت...
وذبت كالـسكر في فنجان هذياني...
وانفصامي...
ودواماتي...
وفي بحر حنيني الأزلي...

وفي صباح تلك الأيام
كنت زنبقة...
ترويها أنت من نهر الحنانِ...
وتدللها...وتسقيها أروع إحساس...
وتقبلها آلاف القبلات...
لتتفتح ويتعلق عبيرها بكل ذرات الهواء المتطاير...
فتسافر في كل الأرجاء...
***

بتلك السنة أصبحت أنت كياني...

والشمس التي تشرق لتضيء نهاري...

واستغربت مني دفاتري وأقلامي...

لأني كتبت وكتبت...

ولونت وخططت...

وحذفت حروفا وعدلت...

لأكتب قصيدة لك يا إدماني...
***
لأنك بتلك السنة طوقتني...
أسرتني...

علمتني من الفنون ألوانِ...
وجلنا معاً أرجاء هذه الأرض بثواني...

وأصبحنا أسرع مسافرين عبر الزمن...
و اكتشفنا ما لم يكتشفه ماجلان...
وما لم يعرفه منذ القدم عالم و إنسان...

اكتشفنا أن الأرض تتقلص تحت أقدام العشاق...
اكتشفنا أن الأرض من دموعنا تزدهر...

حتى أننا نمنا يوماً على سطح القمر...
وفي اليوم الآخر فوق السحب...
وفعلنا كل ما لا تصدقه عقول البشر...
***
بتلك السنة علمتني أن أعشقك ولا أسأل ولا أكترث...
همست لي أن الحب إبداع والجنون يفجر كل ما سكن...
وملكتني لأصبح روحك...وأنت روحي للأبد...
وبت فيك اسعد نساء الأكوان...
***
وأنني في تلك السنة كنت غيري...
أميرة حسناء رغم اللذين اعترضوا...
وبت بلقيس وأنشأت سبأ أخرى...
رغم المؤرخين اللذين غضبوا...
وحطمت وحدي جدار برلين...
لأمحو الحدود بينك وبيني...
وغزوت الأقمار بمراكب من سحب...
وسافرت إليك مراراً على ظهر البراق...
ووقفت كما فيروز على أعلى قمم صور و بيروت...
وغنيت أغنية حبي لك...
ورددتها أنت بعدي...
فبت أوفر النساء حظا في التاريخ...

(2)
كنت كل سنة احتار...
اكتب قائمة من الأمنيات والأفكار...
وأعود أمزقها واكتب أخرى حتى انهار...
وفي نهاية المطاف اكتشف أنني لم أقرر ولم اختار...

بل احترت واحترت واحترت...

وسكبت الحبر انهار...

واكتشف أنني لم اعلق ولا نجمة...
ولم أشعل ولا شمعة...
ولم اهدأ وأنام...
***
لكنك في سنتي هذه اختصرت علي عناء الاختيار...
ووفرت حبري وأرحت القلم...

لكنك في هذه السنة قلصت أمنياتي...فلم احتار...
لأنك بت وحدك حلمي والآمال...
وبت أجمل وأصعب الأقدار...
فعشقتك أكثر من أيام السنة...
وأكثر من عدد الأسرار...

وسميت سنة الميلاد هذه باسمك...

لا بل ابتدأت فيك الميلاد وأنهيته...
وأشعلت شموعي لأجلك...
وعلقت بالسماء أستار...

أستارا تحمل ألحان...
وكلماتٍ من حبي باتت شموساً وأقمار...
ونجوما صنعتها اليوم من ضوء حبك...
***
أتعلم يا حبيبي...
إنني في كل يوم مضى من سنة حبك...
وأنا اجمع كلمات وكلمات...
واكتبها بدمي الذي يقطر باسمك شلالات...
وأنا أشعل الشمعات...
أتعلم أنني كنت اجمع لك أشكالا من الزهرات...
غريبات...
من مدن الإنس وحدائق الجان...
ومن أعماق البحيرات...
***
أتعلم أنني أخرجت ما في قلب الخلجان...
لأجمع اغرب الأشياء...
وأجمل الأشياء...
وأغلفها لك هدية في الميلاد...
***
أتعلم يا حبيبي...
أنني لن البس الأحمر هذه السنة...
لا...ولن اختار الأبيض لونا للاحتفال...
سأختار الأزرق كما لو كنت في جنتك...
وفي مدينة حبك...
حيث الثياب زرقاء...
والسماء بيضاء...
والناس كلهم ضياء...
والأنهار من الشهد...لا من الماء...
***
أتعلم يا حبيبي...
أنني سأجعل من السماء مرقص...
وادعوا كل مجرات الكون للاحتفال...
وسأدعو ملائكة الرحمن...

ولن اقبل من الورد عذراً...
لا...ولن اقبل من القمر نكران...

***
أنني الآن عاشقة...
وما أحلى مساء العشاق...
بت الآن حالمة محترفة...
وآه كم تحلو بالحلم الأيام...
تصبح الشمس خضراء...
والنجوم وردية كالقبلات...
ويحمل الجسد رايات الثورات...
ويعلن العصيان على الثياب السوداء...
ويعانق المطر...
ليغازله ضوء القمر...
آه يا حبيبي ما أروع مساء العشاق...
***


وهذا الميلاد يا حبيبي...
في عمري أحلى ميلاد...
وهذا الميلاد...سيغدو ألف ميلاد...

لأننا سنعيش معا...
حتى يصبح الحب أسطورة...
وينضج بالغد..
.ولن يصبح مجرد ذكريات...
وأقوالا مأثورة...
سيتأصل كشجرة صنوبر في ليلة ميلاد...

***
وكل سنة سنعلق على شجرة حبنا نجمة...
أو ملائكة صغارا أو ورودا حمراء...ودمية...
أو دموعاً من فرح أبكانا ذات مساء...
ونحن نتعانق تحت ضوء القمر...

وكل سنة سنعلق على شجرة حبنا أمنيات...
وأياما نتقاسمها نحن الاثنان معا...
وحفلات ليست كالحفلات...
لأن النجوم سترافقنا والأقمار ستقود الخطوات...
وألحانا...ستنزل من السماء...كالمطر...
زخات...زخات...
متناغمة اللحن...
***
وستضيء السماء من القمر ضياءات...
زرقاء وبيضاء...ومن كل الألوان...
ضياءات مختلفات....

آه يا حبي...كم ستمضي علينا سنون الميلاد....
كم ستكون رائعات...

ونحن معا...
حتما ستكون أحلى السنوات...
وسيعبق منها رحيقا...كالياسمين كالفل...

وسيتعلم القلب أن ينبض نغمات...
وتولد الروح فيه كلما قلنا أحلى الكلمات...

وسنكون نحن روح الميلاد...
وسنمجد الإله حينها آلاف المرات...
وسنصلي كي نبقى معاً...
كي نكبر معاً...
كي نزين شجرة حبنا كل عام...

أليس الميلاد رائعاً حبيبي؟!...
عندما تكون أنت الميلاد!...