الجمعة، 9 يناير 2009

تاء التأنيث!!...


تاء التأنيث...


تاء التأنيث في بلادي العربية...

تاءٌ ملعونةٌ...

فيروسيةٌ...

تنشر الوباء...

***

تاء التأنيث...

انتقلت في الهواء...

لتصيب الفحولة بالأنوثة...

وتقلص عدد الرجال...

***

لتاء التأنيث في بلادي العربية...

قاموسها الخاص من الألف إلى الياء...

فالتاء تعني...

تابعية...

عبودية...

غرائزية...

وشهوانية حيوان...

***

تاء التأنيث...

ليس في مضمونها انسان...

تاء التأنيث...

مسحورةٌ...

منكوبةٌ...

منحوسة....

أصاب نحسها كل ما فيه تاء...

فبكت غزة...تائها...وبكت الحياة...

ونادت رجال الأرض...ونادت الفرسان...

والشهداء...وضمائر الانسان...

فعقدت من أجلها تضامناً...شوارب الشبان...

والشيلان على اكتاف الفتيان...

وعقدت من أجلها...مجالس التعاون...

وحقوق الانسان...

***

لكن التاء عادت لتنشر الوباء...

لتصيب وجاهة الوجهاء...

ويصبح على جبين حكامنا...حرف تاء!!!...

وتبكي غزة...

لكن قاموس التاء يقول...أن الرجال يغارون على النساء...

والأنثى ليست من الشهداء...

وحين تبكي النساء...

يطلبن شهامةً من الرجال...

لكن الشهامة مصابةً عندنا بذات الداء...

***

فرؤساؤنا أطال الله بعمرهم...

وملوكنا حفظهم الله...

احبوا حرف التاء...

حتى تطبعت فيهم صفةٌ من أشهر صفات النساء...

فاقدموا على القول...

بدل الفعل...وعقدوا المجالس لشرب الشاي...

ونسوا أن هنالك انثى تستغيث...

لأن الذي يستجيب رجلٌ...وهم باتوا نساء...

تحاوروا تناقشوا...

فكروا و قرروا...

واكملوا شرب الشاي!!...

والدم هناك يسيل...ويزيد الحصار...

وتخاصموا وتشاوروا...

وتبادلوا الاتهام...

وغزة تبكي دماءً في أرضها انهار...

وحينما قرر المنفعل قرار...

ووجه اصابع الاتهام...

التي اشارت بكل اصرار...

لتاء التانيث سبباً للعدوان...

لأنها نشرت ذاك الوباء كسهام!!...

واصابت كل الرجال...بانفصام...

ورفعت الجلسة...وسجنت التاء...

وما زالت غزة تبكي...ويعلو النداء...

***

لكن ماذا عساه يقال!!!...

فأنا أيضاً مصابةً بذات الداء...

انني انثى!!...لا اتحدث فصوتي عورة...

ولا احمل السلاح...لأنني من النساء!!!...

وإن متي يا أختي غزة...

سألبس لأجلك عباءة سوداء...

وسأفتح بيتي للعزاء...

فهذا ما تفعله النساء...

وكل من في بلادي نساء!!...


شعر:الجوهرة منور...(حلم الحرية)...

أختاه...هذه حروفٌ من دماء!!!...






أختاه هذه حروفٌ من دماء!!...

أختاه إننا شعبٌ نقدس الأم...ونلبي ما تشاء...
إننا شعبٌ نحترم الأم نقدم لها الولاء...

فاعذري رجالنا إن هم صمتوا...
واعذريهم إن هم ذُلوا...
واعذريهم إن تركوكِ بالدماء!!...

فأمنا العظمى لم تعطي لنا رايةً خضراء...
فأمنا العظمى قصت شوارب رجالنا السوداء...

فأمنا تراكِ من العاصين...
من النازيين...
من الخطوط الحمراء...
* * *
أختاه!!...
إننا شعبٌ غسلنا بنفطنا الكبرياء...
إننا شعبٌ نسينا معنى الأخوة والإباء!...

فاعذري رجالنا فقد قالوا...
واعذري حكامنا فقد برروا...
بالاستنكار فعلتهم النكراء!!...
* * *
أختاه...
إننا دول الضعفاء...
إننا التابعيون إننا الجهلاء...
إننا من ضيعوا الشرف...
ودنسوا بالعار طهارة العذراء...
* * *
أختاه...
إننا نحترم ما قال كبارنا...
إننا نستمع لحكامنا...
إننا نجري خلف أمرائنا...
فاعذريهم...إن باتت آذانهم صماء...

واعذريهم...لأنهم أطفالٌ...
لا يغسلون أدرانهم...
لا يطعمون أبدانهم...
لا يفهمون إلا ما قالته أمنا البيضاء!!...
* * *
أختاه...
إنني مثلكِ من النساء...
إننا مشتركون بالعاطفةِ العمياء...
إنني من يستمع حين يعلو من القلوبِ نداء...
إنني من يعد الدموع حين يكثر البكاء...
صدقيني!!...إنني بالليل أعتكف...لأرفع صلواتي للسماء...
* * *
أختاه...
نحن بالشرق...رجالنا لنا رداء!!...
فلا تعجبي إن بانت سوءاتنا...وعرَّانا الرداء...
فلا تعجبي من بردٍ جمد فينا الدماء...
فلا تعجبي من زيرٍ هتك عرضنا...ومزق الأحشاء!!...
* * *
فلا تعجبي إن بتنا ثكالى...
نبكي رحماً يسكنها الهواء...
فلا تعجبي لما يجري لكي الآن...
فقد قالت أمنا العظمى...
أن بجوفكِ شياطينٌ لعناء...
وأنكي عاشرتي ملائكة السماء...

وهذا محرمٌ في دستورنا...
وهذا ممنوعٌ في ديننا...
فنحن ممسوحٌ من قاموسنا الشهداء...

وقد قالت أمنا العظمى...
أنكي من الزناة...
ولا بد أن ترجمي حتى الوفاة!!...
* * *
ونحن بالأمس كنا شعبٌ ديمقراطيّ...
ورشحنا من بات علينا والياً...
وقد بات فينا حاكماً...
ومتحدثاً باسمنا...لكنه تابعيّ!!...

واكتشفنا أننا حمقى...
انطلت علينا خدعة الشيوعيّ...
وعدنا لعصر الجهل...
فحتى لو كانت أمنا ملعونةً...
سفاحةً...
مجرمةً...
قاتلة...
نحن شعبٌ نلبي لأمنا ما تشاء...
ومن قال غير ما قالت تلك الحسناء...
فقد صار عاقاً...
فاجراً...
فاسداً...
* * *
لكننا والله لن نرضى على ذُلكِ يا أختاه...
فلا زال فينا رجالاً عليكي غيارى...
ولا زال فينا من لأجلكِ تمادى...
وعارض الأم...وأبنائها العقلاء!!...
وما زال فينا من لدموعكِ دمه فداء...
وما زال فيني من بكى حتى صار نحيبه نداء...

صحَّى الضمائر يا أختاه!!...
و صحَّى الثورة فينا يا حبيبتي...
وبدأتها ها هنا بحروف قصيدتي...
وتبعني ألوفٌ من مدينتي...
وملايينٌ من الشهداء!!...
وأبناءٌ للأم باتوا من العاقين...
لكنهم لم يرضوا بذلكِ...
لم يعرضوا عن صوتكِ...
لم يغمضوا أعينهم عن أشلائكِ...
ولم يغلقوا آذانهم كي يتجاهلوا بكائكِ...
ولم يشعلوا التكييف كي لا يلمسوا لهيب ناركِ...
بل هم احترقوا من أجلكِ شموعاً من كبرياء...
* * *
أختاه...
لو بات الشيب في رؤوس رجالنا خرفٌ...
ولو باتت خطوط الزمن فيهم ضعفٌ...
فشبابنا...
وطيشنا...
وأعمارنا التي لا تحتسب...من أعمارهم...
أهديناها لكي كما بالود يتهادى الأحباء...
* * *
فيا أخواننا العقلاء عذراً...
ويا أمنا البيضاء عذراً...
إن جباهنا سمراء!!...



بقلم:الجوهرة منور...
(حلم الحرية)...